اللغة العربية، هي لغةُ خير كتاب في هذا الكون، لأنه الكتاب الذي يحمل بين دَفَّتَيْه كلامَ رب الكون – عز وجل – أنزله على خير رسول بين الأنبياء والرُّسُلِ، صلى الله عليهم وسلمَ أجمعين.
وهي لغةُ الحديث الشريف، كلامِ نبينا صلى الله عليه وسلم، ولغةُ كلام الصحابة والتابعين، رضي الله عنهم أجمعين.
من أجل ذلك؛ ينبغي لكل متحدثٍ العربية، أن يُحِبَّها، ويتقنَها، وينقُلَ حُبَّها إلى من يُحِبُّهم من بيئته الصغيرة، ثم ينشرَه بين كل من استطاع إليهم سبيلا.
وأنتِ أيتُها الأمُّ، أو الزوجة، أو حتى البنتُ التي تتطلع أن تكون أُمًّا؛ أنتِ أكثر من ينبغي عليهم الحرصُ على تحقيقِ ذلكِ الحب في نفسها،وتعلم كيف تحببين طفلَكِ في اللغة العربية
فإذا كنتِ تحبين العربية حُبًّا يليق بمكانتها؛ فبها ونعمت، وندعو الله أن يَزيد حُبَّنا لغةَ كتابه. أما إن كان هذا الحب يحتاج إلى بعض ما يَزيدُه ويحافظ عليه؛ فتعالَيْ نبدأْ بالحديث عن تحبيب العربية إلى طفلك، لتعيشي الحب خُطوةً خُطوة.
وإذا أردنا أن نتحدث عن حب الطفل شيئًا، أو تحبيب شيءٍ ما إليه، فينبغي أن نعرف أولًا وقتَ البداية الأنسبَ للخَطوةِ الأولى نحو هذا الهدف البالغِ الأهميَّة في حياتنا وحياته.
ولْتسألي نفسَكِ أولًا: في أي مرحلة عمرية يا تُرى، ينبغي أن تبدئي أول خطوةٍ في الحب والتحبيب؟
قد تقول قائلة: إنه الوقتُ الذي يبدأ فيه طفلي نطق الكلام. وربما تقول أخرى: بل منذ أول وهلةٍ يمكنه فيها تمييزُ الأصوات والكلام بحيث يألفُه، وإن لم يفهمْ إلا بعضَه، وإن لم يستطعِ النطقَ به.
والحقيقة أن أول خطوة من خطوات تحبيب العربية إلى الطفل، ينبغي أن تبدأ من قبل هذا وذاك، من قبلِ أن ترى عيناه أولَ ضوءٍ في الدنيا. نعم، ينبغي أن يبدأ ذلك وهو ما يزالُ جنينًا في ظلمة الرَّحِم.
فالدراساتُ العلمية – وإن انقسمت حول استطاعة الجنين الاستماع – تؤكد أنه يستطيع تمييزالأصوات؛ بدليل قدرة الطفل على تمييز صوت الأم قبل صوت الأب.
كما تُبين نتائجُ بعض الدراسات حول تأثُّر الجنين بالبيئة المحيطة به، أنه يشعر وهو في رَحِمِ أمه بكل ما يدور حوله في العالم الخارجي.
وعلى الرغم من أن الأذن نفسها، تأخذ شكلَها النهائيَّ المكتمل في الأسبوع الرابعِ والعشرين (أي بعد ستة أشهر)، فإن عمل حاسَّة السَّمْع لدى الجنين، يبدأ منذ الأسبوع السادسَ عشَرَ من الحمل (أي بعد أربعة أشهر من خَلْقِه)، حيث يبدأ بالاستماع إلى الأصوات من حوله (مثل صوتِ ضربات قلب أمه، وصوتِ تدفق الدم في أوردتها، وصوتِ دخول الهواء الى رِئَتَيْها، وصوتِ حركة جهازها الهضمي).
فما دوركِ في هذه المرحلة؟
هذا ما نتعرفه في المقالات القادمة، إن شاء الله تعالى وقدَّر.
ونحن فى اكاديمية الدر نقدم دورات للامهات لتعليم الاطفال اللغة العربية